Cherreads

Chapter 7 - مجموعة

نظر الرجل الأسود نحو الوحش باستخفاف قائلاً: "أهذا حقًا هو التحدي الكبير؟ انظروا إليه، إنه مجرد مخلوق مشوه بدون أعين، إنه ليس تحديًا كبيرًا." فتح الوحش فمه الضخم وبدأت كمية ضخمة من الضباب تخرج منه. لم تمر ثوانٍ إلا وامتلأت الغرفة بأكملها بالضباب، وأصبحت الرؤية مشوشة للجميع.

بدأ الفتى ذو القبعة الشتوية يمشي في الضباب ويصيح باحثًا عن الآخرين،ضل يمشي بين ضباب و التوتر يملئ قلبه. ثم فجأة احس بشيئ يلمس رأسه. تجمد في مكانه من الرعب بينما سيطرت تعابير الرعب على وجهه.بقيت اليد تزحف ببطئ نحو وجهه.ليلمح بطرف عينه اصابع طويلة ذو جلد شاحب مليئة بالعروق.ليراها توضع ببطئ على وجهه.و في لحظة واحدة، سمع جيسي صوتًا غريبًا من ورائه. كان جيسي والفتى ورجل الأسود بالقرب من بعضهم البعض، لذا لم يكن من صعب عليهم التجمع مرة اخرى.

وجه جيسي سلاحه نحو مصدر الصوت.زادت دقات قلبه من التوتر و هو ينظر نحو الضباب مستعدا لاي خطر محتمل،بعد مرور عدة لحضات احس بشيئ غريب تحت قدميه.لم يكن يستطيع الرأية بوضوح بسبب الضباب.لذالك اهبط ذراعه نحو الارض امام قدميه.ليلمس مادة غريبة لم يعرف ماهيتها.سحب يده من الارض و قام بتقريبها نحو عينيه ليستطيع رأيتها بوضوح.ليتفاجئ بكون تلك المادة عبارة عن دماء مما جعله ينبه الآخرين ويذكرهم بعدم تخفيف حذرهم. توجه رجل الأسود نحو جيسي، ليلمح سوادًا غريبًا من بين الضباب خلف جيسي.وجه مسدسه بسرعة نحوه وأطلق النار، ليُسمع بعد ذلك صوت صراخ مُدَوٍ بالارجاء. التف جيسي بسرعة للوراء ليجد أن الوحش بدأ بالهرب و الاختفاء داخل الضباب الكثيف مخلفًا وراءه بقعة ضخمة من الدماء الخضراء.

قال جيسي و في وجهه تعابير الخوف و الصدمة: "ما هذا؟لقد كدت ان اموت."ليرد عليه الرجل الاسود"لا شكر على واجب"اخذ جيسي نفسا عميقا محاولا تهدئة نفسه لكنه لمح خضارا غريبا بين ضباب.انحنى على ركبتيه و اخذ يركز صوب بقعة الخضراء و قال بصوت مرتفع قليلا"شكرا لك يا صديقي بسبب طلقتك اسقط هذا شيئ الكثير من دمائه.الان بامكاننا تتبعه من خلالها سيكون صعبا بعض الشيئ بسبب الضباب لكن ذالك لن تكون مشكلة كبيرة .هيا اتبعوني كلكم نحتاج الا قتله باسرع وقت"

بدأ جيسي في تتبع الدماء و من ورائه الفتى والرجل الأسود.ضل جيسي يتتبع دماء الوحش الغزيرة بالارض لعدة دقائق الا ان لاحظ سواد شيء ما من بين الضباب،رفع سلاحه بهدوء وأطلق عليه النار.ليسمع بعدها صراخ عاليٍ بالارجاء. فرح جيسي بإصابته الوحش، لكن ملامح الفرح اختفت عندما لاحظ أن الظل بدأ بالاقتراب منه بسرعة كبيرة. بدأ بإطلاق عدة طلقات، لكنه ما زال يقترب منه بدون أن يصبح أبطأ ولو قليلاً.ضلت ضربات قلبه تزداد بشدة مع كل لحضة يقترب الوحش منه و تعابير الخوف تسيطر على وجهه. وفجأة ظهر الوحش امامه وهو في أشد غضبه. رفع ذراعه مستعدا لتسديد ضربة قاتلة تجاه جيسي، لكن في ثوانٍ معدودة و قبل ان يفعل اي شيئ.سُمع صوت إطلاق نار مصاحبًا سقوطه على الأرض ليبدأ بالصراخ بهستيرية من شدة الالم.

نظر جيسي نحو الوحش الساقط و في وجهه تعابير الصدمة و الرعب، ليجد رجل الأسود أمامه وهو يقول له: "لا تقلق، لقد انتهينا منه." استمر الوحش بالصراخ بهستيرية. نظر الرجل الاسود نحوه بغضب وانزعاج،و وجه مسدسه نحو رأس الوحش وضغط الزناد، لكنه اكتشف أن المسدس فارغ. نظر إلى المسدس وقام برميه، ووجه أنظاره نحو الوحش قائلا له"توقف عن صراخ كالع&#%^"، قام بجمع قبضته وتوجيه ضربة نحو الوحش، مما جعل صوت صراخه يرتفع اكتر.

قام الرجل الأسود بالانحناء وبدأ في تسديد سلسلة من اللكمات على الوحش، ضربة بعد ضربة.و الدماء تتناثر في كل مكان.اندمجت دماء الوحش الخضراء مع دماء الرجل الأسود، مشكلةً لونًا بنيًا يميل إلى السواد. كان جيسي يشاهد كل هذا بصمت، مع تعابير من الدهشة والاستغراب.

توقف رجل الأسود عن ضربه وسقط أرضًا من التعب. نظر جيسي إلى الوحش ليجد أن رأسه قد هُشم بالكامل. كانت أسنانه مبعثرة في كل مكان مع آثار اللكمات واضحة في وجهه. كان وجهه مليئًا بدماء الرجل الحمراء مع دمائه الخضراء. بدأ الضباب يختفي بالتدريج، ومع كل لحظة تمر، أصبحت معالم الغرفة واضحة أكثر. وجد جيسي جثة الرجل ذو قبعة شتوية بدون رأس ساقطة على الارض، كانت عظامه ظاهرة مع أجزاء كثيرة مفقودة من جسده. نظر جيسي إلى الجثة بملامح مليئة بالحزن والشفقة. قام بنزع وشاحه وغطى به الجثة احترامًا له. تبعه الفتى وبدأ بالنظر إلى الجثة باستغراب،نظر إليها لفترة قصيرة، وبعدها غير نظره نحو الفتاة التي كانت أمام أحد الأبواب وهي جالسة على الأرض وقدميها مضمومتان بين يديها. كانت في عينيها ملامح الرعب والرهبة، ولم تتفوه بأي كلمة منذ اختفاء الضباب.

في مكان آخر، كان صاحب الصوت جالسًا في غرفة خشبية واسعة ذات لون أحمر وباب معدني مع عدة شاشات تعرض الغرفة التي أقيم بها التحدي. ظل صاحب الصوت يشاهد بصمت وتركيز، إلى أن سمع صوت فتح باب لينتشر بعدها ضوء الشمس في أنحاء الغرفة. دخلت عليه امرأة ذات شعر وردي وعينين بنفس اللون، ترتدي لباسًا رماديًا ووشاحًا أرجوانيًا. بعد دخولها مباشرة، قالت له ب: "هل وجدت أي ناجين؟"

ليجيبها صاحب الصوت بنبرة هادئة: "نعم، وجدت خمسة، لكنهم أصبحوا أربعة الآن هذاجيد لم اتوقع ان يبقا هذا العدد منهم"

تغيرت ملامح الفتاة للانزعاج و ردت عليه بعصبية: "بجدية! لماذا تقوم بهذا في كل مرة تحصل فيها على القيادة؟ لماذا تقوم بهذه الاختبارات السخيفة؟ نحن نحتاج لكل بشري حي في هاته المنطقة ارواح البشر ليست لعبة."

نظر إليها صاحب الصوت من خلف الظلام استغرق بعض الوقت لنهوض وبادر بالكلام قائلاً بهدوء: "ميرا لقد كررنا هذا النقاش اكثر بالفعل و لازلت لم تفهمي.لقد اخبرتك في الوضع الراهن نحتاج فقط اشخاصاً مفيدين، الأشخاص الذين سيقومون بإفادتنا، بالاضافة ان إحضار أي شخص على قيد الحياة هو فقط غباء و ترك للعاطفة و المشاعر تسيطر على قراراتك. كيف لي أن أترك شخصًا غير مفيد يستهلك من الموارد التي يمكن لشخص آخر أكثر نفعًا استخدامها بدلاً منه؟ هؤلاء البشر الذين تريدينهم أن يبقوا على قيد الحياة و التي تحضرينهم بإستمرار هم مجرد تضييع للموارد.كل ما سيفعلونه هو الأكل والنوم، ولن يكون لهم أي فائدة لأي أحد. إنهم حتى أسوأ من الحيوانات، فعلى الأقل يمكنني استخدام الحيوانات لتغذي على لحمها أو شرب حليبها."

تنظر الفتاة إليه بنظرة من الكراهية وتستدير نحو الباب لتخرج منه، لكن قبل أن تخرج تقول له: "انت تشبه شعب كاتوران اتعرف ذالك؟لهذا سبب اكرهك"

(عودة للأحداث الحالية)

كان جيسي والفتى مستلقيين على الأرض، بينما كان رجل الأسود يتفحص الأبواب باحثًا عن أي مخرج. قال له جيسي: "توقف يا رجل، كل تلك الأبواب تقود فقط إلى الغرف التي كنا فيها، لا تتعب نفسك." جلس رجل الأسود أمام أحد الأبواب والانزعاج مسيطر عليه. بقي المكان هادئًا لفترة، إلا أن بدأت الغرفة بالاهتزاز وسماع صوت غريب من الأعلى. نهض الجميع بسرعة وبدأوا بالنظر نحو السقف. إلا أن (صوت تكسر) انهدم السقف من فوقهم وخرجت منه الفتاة التي كانت تكلم صاحب الصوت. نزلت على الأرض بكل سلاسة، تاركةً وراءها بعض بقايا السقف المدمرة. كانت يدها على شكل متقب لولبي ضخم مليء بالعروق من حوله. بدأ شكل المتقب ينكمش ويتغير ليعود شكله إلى يد طبيعية. كانت ملامح الفتاة مليئة بالغضب.

"ماركوس ابن ال***! كيف له أن يبني مكانًا لقتل الناس تحت مطبخ؟" نظر الجميع نحوها بنظرة قلق و حيرة و وجهوا مسدساتهم نحوها. بدأت الفتاة بتهدئتهم وأخبرتهم أنها ليست العدو، بل أتت لمساعدتهم. وبادرت بالكلام قائلة: "اسمي هو ميرا داوسون. أعلم أن نظرتكم الأولى عني سيئة، لكني لست سبب كل هذا، بل هو شخص آخر."

قاطعها جيسي بملامح غير واضحة للحيرة و الانزعاج قائلاً: "اسمعي، أنا لست مهتمًا بكل هذا. كل ما أريده هو الخروج من هذا المكان."

ظهر ملامح التقة على ملامح ميرا، و قالت بصوت مليئ بالتقة: "لماذا قد تريد الذهاب؟ فلتنضم إلى مجموعتنا. هناك الكثير من البشر أمثالك، حيث بدلاً من الذهاب لوحدك للبحث عن الموارد كالأكل والشراب، بإمكانك الذهاب في مجموعات، وهذا سيساعد على زيادة نسبة النجاة."

تغيرت ملامح جيسي للجدية وبقي صامتًا لبعض الوقت، متذكرًا ذكريات من ماضيه .بعد مدة من سيطرة صمت على مكان قام بالرد عليها بالرفض. ترد عليه ميرا و في ملامحها الحيرة و صدمة: "لمَ لا. يمكنك..."

يقاطعها جيسي قائلاً بهدوء: "لماذا تقولين فقط الجانب الإيجابي من الانضمام لمجموعة ضخمة من الناس؟ لقد انضممت للبعض منهم، ودائمًا ما يكون فيهم انتشار للأمراض مع مساعدة طبية سيئة. او يمرون بمجاعات من قلة الأكل، ومشاكل أخرى لن أتطرق لها. اسف لك لكني ارفض الانضمام".

(نهاية)

gg

More Chapters