ارض قاحلة،سماءٌ حمراء،ارض خالية من الحياة مليئةٌ بأشجارٍ ميتة و هياكل عضمية لحيوانات صغيرة ،في هذه البيئة القاسية كانت جيني جالسة بالخارج تلعب بالتربة و تشكلها بأشكال مختلفة تحت اشعة الشمس امام منزلها.فُتح الباب ليخرج منه ابوها بوجه متعب.نظر الاب نحوها لتظهر ملامح الغضب على وجهه.ذهب نحوها و قام بحملها بسرعة ثم توجه لداخل المنزل بينما يقول بنبرة غاضبة"ما الذي تفعلينه لقد اخبرتك انك مريضة بالحمى لا يجب عليك اللعب بهذا الوقت"بعد دخولهم وضعها الاب فوق احد الاسرة و قام بتغطيتها ثم احضر دلواً مليئا بالماء.و امسك منشفةً زرقاء كانت امامه و شرع يغمس المنشفة بالماء و وضعها فوق رأس جيني.ليظل بعدها ينظر نحوها بأعين مليئة بالقلق و الحزن.وضع يده على خدها ليلاحض ان حرارتها عالية لتظهر على وجهه ملامح الانزعاج و القلق
"اللع*%% لقد زادت حرارتها هذا سيئ هذا سيئ هذا سيئ يا ليتني ابقيت عيني عليها مسبقا".
نظرت جيني نحو ابيها بوجهها البريئ التعب ثم قالت له بنبرة تعبة"لماذا انت حزين يا ابي؟".ضهرت ابتسامة خفيفة في وجهه ثم قال بنبرة لطيفة"انا لست حزينا بل انا تعب بعض الشئ فقط"ردت عليه"حسنا هذا جيد فأنا لا احب رأيتك حزينا لأن ذالك يحزنني انا ايضا"قام الاب بقرص خديها بلطف ثم قال بنبرة لطيفة"انا ايضا سأحزن لو كنتي حزينة"نهض الاب من مكانه و توجه نحو احد الخزانات الخشبية المخربة ثم احضر كوبا مليئا بسائل اخضر مليئٍ بالاعشاب.رجع الا سرير جيني و قام بوضع يده وراء رأسها و رفعها قليلا.ثم قام بجعلها تشرب القليل منه.بعد انتهائها اخرجت جيني لسانها ثم قالت بنبرة متذمرة"طعم هذا الحساء سيئ للغاية"رد عليها"اجل لكن يجب ان تشربيه لكي تشفي و تصبحي بصحة جيدة"وضع الاب الكوب فوق احد طاولات.ثم قام بتقبيل خد ابنته و قال لها"حسنا عليك النوم الان لكي تتحسن صحتك تصبحين على خير"توجه الاب نحو باب الخروج و بعد ان وضع يده على المقبض قالت له جيني بنبرة تعبة"ابي"التف نحوها و رد عليها بنبرة حنونة"ماذا يا صغيرتي"ردت عليه"لا تذهب لا اريد البقاء لوحدي"ضهرت تعابير من الحزن و الانزعاج على وجهه و كأنه تذكر شيئا ما.توجه نحو سرير ابنته و جلس امامها.عندما وجدت جيني ان اباها معها شعرت بالارتياح و اغمضت عينيها لتخلد الا النوم ثم قالت بصوت منخفض"تصبح على خير يا ابي".ظل الاب ينظر نحوها بأعين مليئة بالحزن.اغمض عينيه ثم قال بينما يربت على رأس جيني بنبرة حزينة" لا تقلقي لن اتركك ابدا".فتحت جيني عينيها ببطئ لتجد نفسها فوق كومة من القش.نهضت ببطئ و بدأت بالنظر بالارجاء بينما تقول بصوت تعب"اين انا؟"ليرد عليها نيكولاس"استيقضتي اخيرا"وجهت جيني انظارها نحوه بسرعة لتجده يجر العربة التي هي فيها و تجد ماركوس يجر العربة الثانية حيت كان ايثان نائما فيها.تكلم ماركوس قائلا"استيقضتم فقط عندما وصلنا يا لكم من عديمي فائدة الان انهضي من العربة"
نهضت جيني من العربة و بدأت بالمشي معهم لتجد انها بطريق رملي محاط بالاشجار الخضراء بكل مكان و كأنه نفق يقود لعالم اخر.توسعت حدقتا عيناها و قالت بنبرة انبهار"كم هذا جميل"رد عليها نيكولاس"نعم لم ارا شيئا جميلا مثله من قبل"ردت عليه جيني بينما هي مفتونة من جمال المكان"نعم".بعد مرور عدة دقائق من المشي توقفو امام حائط عملاق مصنوع من الخشب في وسطه باب عملاق.اخذ ماركوس نفسا عميقا ثم قال"حسنا لقد وصلنا"تقدم ماركوس نحو الباب و بدأ بدقه.بعد عدة ثواني سمع صوتا من وراء الباب يقول"عرف عن نفسك"رد عليه ماركوس"ماركوس من قرية ريدفيل"رد عليه الصوت"بطاقة هوية".فُتحتْ فتحة صغيرة في الباب لتضهر من ورائها عيون بشرية تنظر نحو ماركوس.وضع ماركوس يده في جيبه و قام بإخراج بطاقته و اضهارها له.بعد عدة ثواني من الصمت أُقفلت الفتحة التي الباب ليبدأ بعدها الباب بالفتح ببطئ ليخرج منه رجل ذو لحية طويلة يرتدي قميصا رماديا و سروالا اسود(البواب).فور خروجه وجه البواب عينيه نحو العربات ثم اعاد النظر نحو ماركوس ثم قال بصوت خشن"ما الذي تحتاجونه؟"رد عليه ماركوس"اضنني اخبرتكم سابقا انتشر عندنا وباء اخر نحتاج مساعدتكم لصنع دواء او لقاح له".ظل البواب ينظر نحوه بصمت لعدة ثواني الا ان استدار و بدأ بمنادات اشخاص ما بصوت عالٍ لتبدأ مجموعة من الناس بالخروج من الباب و حمل العربات لإدخالها بينما ظل نيكولاس و جيني واقفين في مكانهم ينظرون نحوهم و هم يدخلون العربات لداخل.بعد ذالك بعدة ثواني نهض ايثان و فتح عينيه ببطئ.اخذ ينظر بالمكان من حوله لبعض الوقت لتظهر تعابير من الصدمة و الاستغراب على وجهه.نهض بسرعة و ابتعد عن العربة التي كان فيها.نظر الرجل الذي كان يجر العربة نحوه بنوع من الاستغراب ثم تجاهله و استمر بالتقدم.ظل ايثان واقفا في مكانه و هو غير مستوعب لما يحدث.الا ان اتى نيكولاس و وضع يده على كتفه بينما يقول بنبرة ساخرة"صباح الخير ايها النعسان"التف ايثان نحوه بسرعة لتظهر على وجهه تعابير الصدمة.ضهرت تعابير الاستغراب على وجه نيكولاس و قال له بنبرة استغراب"مذا؟"تحولت تعابير الصدمة بوجه ايثان الا السعادة و رفع يداه بالهواء و بوجهه ابتسامة كبيرة معبرا عن سعادته كون نيكولاس بخير و لم يحدث له شيئ سيئ.ظلت تعابير الاستغراب في ملامح نيكولاس ثم قال بنبرة ساخرة"انت غريب يا فتى".التف ماركوس نحوهم و قال لهم بصوت مرتفع"ما الذي تفعلونه هناك هيا فل تدخلو"ثم بدأ بالمشي لداخل القرية.وجه ايثان انظاره نحو ماركوس و هو يشعر بالاستغراب و الصدمة.استغرب من ان ماركوس لم يفعل اي شيئ سيئ له او لنيكولاس و جيني من الرغم من انه قال انه سوف يقتله لكنه لم يفعل ذالك.هذا ما اثار استغراب و تسائل ايثان عن سبب فعل ماركوس كل ذالك.اقفلت بوابة القرية و دخل الجميع.كان المكان مليئا باكواخٍ مصنوعة من الخشب و مليئ بالاعشاب و الازهار بالارجاء و غير مكتضة بالناس.بعد دخولهم توجه ماركوس نحو احد العربات و طلب من الشخص الذي كان يجرها بالابتعاد.ظل الرجل ينظر نحوه بإستغراب لكنه فعل ما قاله و ابتعد عن العربة.ادخل ماركوس يداه داخل كومة القمح بالعربة مخرجا منها صندوقا خشبيا عملاقا في حافته قفل معدني صدئ.ظهرت تعابير الشك على وجه الرجل ثم قال لماركوس بنبرة مستغربة"ما هذا الصندوق؟"رد عليه ماركوس"و ما دخلك بالصندوق عملك هنا فقط حمل العربة الان ابتعد عني"ظهرت تعابير الانزعاج على وجه الرجل ثم امسك يد ماركوس بقوة و سحب مسدسا من جيبه موجها اياه نحو رأس ماركوس ثم صرخ عليه بنبرة عصبية"مذا؟اتضن اننا سنسمح لك بإدخال اي شيئ تريده بدون معرفة ماهيته مذا ان كان الصندوق يشكل خطرا على القرية الان اقفل فمك الع$# و افتح الصندوق"وجه جميع من كانو بالمنطقة انظارهم نحو ماركوس مستغربين من سبب كل هذا الصراخ.ظل ماركوس ينظر نحو الرجل بصمت بدون نطق اي حرف بينما ظل الرجل ينظر نحو ماركوس بنظراته العصبية.بعد مرور عدة ثواني من الصمت بينهما و ضوضاء الاناس المجتمعين حولهما رما ماركوس الصندوق الخشبي على الارض بينما ظل واقفا في مكانه بلا حراك.ضهرت ابتسامة خفيفة على وجه الرجل ثم قال بينما يتوجه نحو الصندوق"جيد كن مطيعا"جلس الرجل على الارض و قام بمحاولة فتح القفل الذي بالصندوق.لم يكن القفل مقفلا لذالك استطاع نزعه بدون متاعب.وضع الرجل يده على الصندوق و قام بفتحه.لتظهر تعابير من الصدمة و الرعب على وجهه.نهض بسرعة من الارض و ابتعد من الصندوق و تسارعت دقات قلبه من التوتر و الرعب.التف نحو ماركوس ثم صرخ عليه بنبرة متوترة"ما هذا الشيئ؟جاوبني ما هذا الشيئ؟"رد عليه ماركوس بنبرة غير مبالية"اانت اعمى؟هذا واضح،انها جثة".ارجع الرجل انظاره نحو الصندوق ليرا جثة مغلفة بالبلاستيك الشفاف ذو جلد شاحب و شعر اسود و عينين بيضاوتين بالكامل.صرخ الرجل لابواب و اصدقائه بالجوار"اقبضو عليه انه يحمل جثة معه لا بد انه قاتل"نظر البواب نحو الرجل بانزعاج و اخذ نفسا عميقا ثم قال و هو يضع يده على وجهه"اعذرني على تصرف الفتى يا ماركوس انه مازال جديدا هنا انه لا يعرف الكثير"ظهرت تعابير من الاستغراب على وجه الرجل ثم قال"ما الذي تقوله مذا تقصد انني لا اعرف شيئا هذا الرجل احضر جثةً لهنا لماذا تتصرف و كأن هذا عادي!"صرخ البواب على الرجل قائلا"اصمت ايها الغبي بجدية الم نخبرك بما الذي تتميز به هاته القرية؟"هدئ الرجل قليلا و رد عليه بنبرة متوترة"ما الذي تقصده؟"رد عليه البواب"ايها الغبي لماذا تظن انه احضر كل هذا القمح انه هنا من اجل الحصول على لقاح او دواء للوباء لهذا احضر جثة مصاب لكي يستطيعو معرفة المرض و ايجاد دواءٍ له.الم يعلمك احد بهذا؟"ظهرت تعابير التوتر و الاحراج على وجه الرجل.اهبط وجهه نحو الارض و قال بنبرة متورتة"لا لم يخبرني احد بهذا يا سيدي لكني اسف لافتعالي كل هاته المشاكل"رد عليه البواب"لا تعتذر لي بل اعتذر للذي اذيته.التف الرجل نحو ماركوس و قال له"انا اسف لكل ما حدت لقد كان كل هذا بسبب جهلي". تجاهل ماركوس الرجل و قام بإقفال الصندوق و حمله وبدأ بالمشي لداخل القرية ليتبعه نيكولاس و البقية بعدها بلحضات.ظل الرجل واقفا في مكانه و شعورٌ من الاحراج و الانزعاج يملئ قلبه.بعد مرور 20 دقيقة من بعد ما حدث توقف ماركوس امام كوخ عملاق مليئ بالاعشاب و التشققات في منتصفه علامة حمراء لرمز الزائد و باب زجاجي بأسفله.بعد دخول الجميع تفاجئ نيكولاس و جيسي و ايثان بالمكان.كان باردا من الداخل مليئا بالضوضاء و تفوح منه رائحة غريبة لكنها جيدة بعض الشيئ.كان المكان عبارة عن غرفة بيضاء الون في وسطها ممر طويل فيه عدة ابواب على طول طريقه الا اخره.كان البعض في المكان يرتدون ملابس زرقاء بالكامل و يرتدون كمامات و قفازات بالاضافة الا قبعة غريبة يرتدونها فوق رأسهم.و اناس اخرون البعض منهم فاقدين لبعض الاعضاء في اجسادهم كيد من اياديهم او قدم من اقدامهم او فوق كرسي متحرك او عكاز كلهم يرتدون ملابس بيضاء و كمامة بنفس الون.احس ايثان بالغرابة بهذا المكان و نفس الشيئ مع نيكولاس و جيني.اتا بعض من الناس و قامو بتقديم الكمامات لجيني و البقية.لبسو الكمامات و تقدمو نحو الممر.استمر ايثان بالنظر بفضول الا المكان بأعين مليئة بالفضول.و اثناء مشيه فُتحت احد الابواب ليخرج منها رجل يرتدي نفس الملابس الزرقاء.اخذ ايثان نظرة سريعة لداخل الباب ليجد مجموعة من الرجال بنفس الملابس مجتمعين حول شيئٍ ما.بعدها اقفل الباب بسرعة.احس ايثان بالفضول و الاستغراب عن ما الذي يفعله هائلاء بالداخل.و اثناء تفكيره فجأة اصطدم ايثان بشخص ما مما ادا الا سقوطه على الارض،لف ايثان وجهه للامام لمعرفة من الذي اصطدم به.ليجد رجلا واقفا امامه كان شخصا طويل القامة ذو ملابس زرقاء غامقة بالكامل و قفازات بنفس الون بشعر ناعم و لحية خفيفة على وجهه تغطيها كمامته و يرتدي نظارات دائرية الشكل.سحب الرجل كمامته على الفور و قام بإرتدائها و قام بالنظر نحو ايثان بنظرات خالية من المشاعر ثم قال له بنبرة باردة"انتبه الا حيث تسير يا طفل"ثم اكمل طريقه تاركا ايثان على الارض.نهض ايثان من على الارض و ظل ينظر نحو الرجل لعدة ثواني الا ان ناداه ماركوس قائلا"لا تبقا واقفا هناك كالابله و تحرك"
(يكمل)