Cherreads

Chapter 20 - كاتوران

وصل جيسي ونيكولاس إلى الكشك وملامح النعاس واضحة على وجوههم. نظر جيسي نحو إيثان بعينين تعِبَتين وقال له: "من أين لك بكل هذا النشاط، يا فتى؟" جلس نيكولاس في أحد الكراسي وهو مغمِضٌ عينيه من التعب وقال بصوت منخفض بعض الشيء: "لقد أقنعني صديقك أن أترك نومي لنبحث عنك، وفي النهاية نجدك تأكل بدوننا، عار عليك يا رجل." ظل إيثان ينظر نحوهما بدون ردة فعل، ووجه أنظاره نحو الصحنين الباقيين. أمسك بهما وقام بوضعهما أمام نيكولاس وجيسي. ظل الاثنان ينظران نحو الأطباق باستغراب بدون نطق أي كلمة. أمسك الاثنان طبقَيهما وبدآ باحتسائه في نفس الوقت.

بعد أول رشفة، فتحت عيناهما بشدة ليحسا بأن كل التعب في جسميهما بدأ بالزوال ببطء. وضع نيكولاس طبقَه بقوة على الطاولة مما تسبب في انسكاب بعض منه، بينما ملامح الاندهش تملأ وجهه: "يا رجل، ما هذا الشيء؟ إنه لذيذ لدرجة لا تصدق!" وضع جيسي الصحن على الطاولة وفي وجهه ملامح الانبهار والاستغراب: "ما هذا الشيء؟ كل التعب الذي كان لدي قد اختفى."

نظر صاحب الكشك نحوهم ورد قائلاً: "ذلك لأن الحساء مصنوع من فطر شيتاكي. هذا فطر مميز ينمو داخل الأرض بطريقة ما، لكن لديه قدرة مميزة على زيادة النشاط." رد نيكولاس باستغراب وبعض ذهول: "أين تجدون هذا الفطر؟" رد عليه صاحب الكشك بابتسامة خفيفة: "نحن نزرعه في مكان سري. ليس لدي الحق في قوله لك، لكن هذا الفطر هو ما تتميز به قريتنا. لذالك في بعض الأوقات يأتي ناس من قرى مختلفة لمقايضة شيء ما مقابل كمية معينة من هذا الفطر." رد عليه جيسي بنبرة فيها نوع من الفضول: "كم قرية موجودة في هذه المنطقة؟" وضع الرجل (صاحب الكشك) الاطباق التي أنهاها إيثان في حوض مليء بالماء ليقوم بغسلهما لاحقاً. التف نحو جيسي ورد عليه بنبرة ساخرة: "أنت حقاً لا تعرف أي شيء عن هذا المكان، يا فتى. أين كنت تعيش قبل أن تصل هنا؟ في كهف؟"

ظهرت تعابير الانزعاج على وجه جيسي. أخذ رشفة من الحساء ورد عليه بنبرة منزعجة: "فقط جاوب على سؤالي." ضحك الرجل ضحكة خفيفة ورد بابتسامة : "أنا أمزح فقط، لا تأخذ كلامي على محمل الجد. حسناً، سأخبرك. هناك عدة قرى منتشرة في هذه الجزيرة الصغيرة. هناك من تبعد عنا مئات الكيلومترات، وهناك من هي قريبة منا بعض الشيء، تحديداً اثنتان. الأولى هي قرية ويلوود، تقع داخل إحدى الغابات بالقرب من أحد الجبال. تعتبر تلك القرية هي المكان الوحيد الذي يحتوي على مجموعة من الممرضين والأطباء القادرين على صنع أدوية ضد الأمراض والجراثيم. في حالة انتشار أي مرض خطير نتوجه مباشرة نحو تلك القرية لتزويدنا بالأدوية اللازمة مقابل مبلغ ضخم أو خدمة معينة. هي تعتبر المكان الوحيد الذي يلجأ إليه الجميع في حالة انتشار الأوبئة، لذا لا يوجد أي أحد يريد التورط معها بمشاكل."

رد عليه جيسي باستغراب: "ماذا عن كاتوران؟ يبدو أن سُمعتها ليست جيدة." بدأ وجه الرجل يعبس قليلاً ورد عليه: "نعم، إنها القرية الأسوأ على الإطلاق. ولسوء الحظ، يعتبرون الأقوى في المنطقة. يمتلكون عدة قرى أخرى، غير معروف كم عددها. بعض الإشاعات تقول إنها 5، والبعض الآخر يقول إنها 7. المهم أنهم يمتلكون قرى أخرى، لذا يتم تسميتهم بإمبراطورية كاتوران. أقرب قرية لهم لنا تقع أمام النهر الشمالي. ولحظنا السيئ، فقد سيطروا على النهر بالكامل ويقومون بقتل أي شخص من دون شعبهم إن شرب منها. لذالك، باقي القرى مثلنا تعيش على مياه باطن الأرض أو على بعض الأنهار الصغيرة الموجودة في الغابات المنتشرة في الأرجاء."

بدأت تعابير الانزعاج وبعض الغضب تظهر على ملامح نيكولاس. أكمل الرجل كلامه بنبرة منزعجة: "كل القرى تكره وتبغض تلك الإمبراطورية، لكنهم لا يستطيعون فعل شيء بسبب عددهم الضخم و قوتهم الهائلة." ظهرت ملامح الاستغراب وبعض الانزعاج على وجه جيسي ورد عليه بنبرة تساؤل: "حسناً، لقد سمعت من جوزيف أنهم همجيون ويقتلون أي أحد بطريقهم حتى لو بدون سبب، فكيف لم يقوموا بمهاجمتكم قط أو مهاجمة أي قرية أخرى؟"

رد عليه الرجل: "حسناً، صحيح أنهم همجيون، لكنهم ليسوا أغبياء. هم عادة يقومون بإرسال شخص ما إلى القرية التي يريدون مهاجمتها ليقوموا بتقديم عرض لهم، وهو بكل بساطة أن تقوم القرية بتقديم شيء ما، لنقل مثلاً 3 صناديق من القمح شهرياً للإمبراطورية، وفي المقابل لن يقوموا بالهجوم عليهم طالما أن هذه الشروط مستوفاة. إذا رفضت، فسوف يهجمون على قريتك ويقومون بقتل كل شخصٍ فيها، أطفالاً أو نساءً أو شيوخاً، لا يهم من أنت. في حالة هجموا عليك، فأنت ميت لا محالة. وبعدها، سيسرقون كل شيء في القرية ويقومون بحرقها في النهاية. إذا كنت تتساءل عن عدم نهبهم لكل شيء من البداية، فالسبب بكل بساطة أنهم يفضلون ترك أهل القرية الأصليين يقومون بالعمل كله لوحدهم بينما هم يحصلون على جزء من ترواتهم بدون الحاجة لفعل شيء أو تضييع أي جزء من مواردهم. وهذا بالضبط ما تفعله قريتنا. نقوم بدفع كمية ضخمة من فطر والقمح شهرياً لتجنب الصراعات معهم."

ظهرت ملامح الانزعاج على وجه جيسي وبدأ شعور طفيف من البغض يملأ قلبه. أكمل الرجل كلامه: "بالمناسبة، لقد كانت هناك قريتان أُخرتان منذ زمن بعيد لقد عُرض عليهم نفس العرض الذي أخبرتك به، لكنهم رفضوه، كون ذلك الوقت لم تكن إمبراطورية كاتوران معروفة... كما هو متوقع، فقد تمت إبادتهم بالكامل وقاموا بحرق قريتهم بالكامل." ضرب نيكولاس الطاولة بقوة وملامح الغضب ظاهرة على وجهه، وقال بنبرة مليئة بالغضب: "لم يتم إبادتهم بالكامل." نظر الجميع نحوه بفزع واستغراب، وأكمل كلامه قائلاً: "قرية نيروشا لم يتم إبادتها."

رد عليه جيسي (وهو يحاول تهدئته): "اهدأ يا رجل، قل ما تريد قوله لكن بهدوء، لا تنفعل." نظر الرجل باستغراب وانبهار نحو نيكولاس، ورد عليه بنبرة مستغربة: "قرية نيروشا؟" وضع يده على فمه وبدأ يفكر: "أيقصد القرية التي يسكن فيها الناس السود؟ مهلاً لحظة! هو أيضاً أسود! أيمكن؟" توسعت عيناه وقال لنيكولاس بنبرة استغراب وصدمة: "مهلاً لحظة، أأنت واحد من تلك القرية!؟" هدئ نيكولاس قليلاً، لكن عينيه كانتا مليئتين بالحقد والغضب، ورد عليه بنبرة غاضبة: "أنا لم أولد فيها، لكن أمي كانت منها."

زادت تعابير الصدمة على وجه الرجل، ورد عليه متسائلاً: "ماذا؟ هذا يعني أن هناك المزيد منكم! مستحيل أن بقايا القرية المحترقة ما زالت موجودة حتى الآن، وشعب كاتوران لن يترك أي شخص حياً لو بدأ بالهجوم! ما الذي حدث؟ هل استطعتم الهرب منهم؟ أخبرني ماذا حدث؟"

أخذ نيكولاس نفساً عميقاً، ورد عليه: "أنا لم أكن مولوداً وقتها، لكن والدتي أخبرتني بما حدث(سيتم شرح القصة من منضور الام)... قبل بضعة سنوات، عندما كان عمر الام 15 سنة، كانت في المنزل تلعب مع اختها، إلا أن فجأة بدأت تسمع اصوات صراخ وصياح وصوت إطلاق النار في كل مكان. ظلت ألام واختها مختبئين في المنزل لساعات والرعب يتملك قلوبهم. *صوت إطلاق النار، دماء تتسلل من تحت الأبواب، صرخات رعب النساء والأطفال، وصراخ محاربي قريتي محاولين أن يخبروا الآخرين بالهرب.* مرت بضعة ساعات لتلاحظ الام أن الهدوء عم المكان. ظنت أن الأمر قد انتهى، لكنها لم تقوى على الحراك بسبب الرعب. إلا أن فجأة حُطِم باب المنزل بقوة وظهر ورائه رجل ضخم طويل القامة ذو كتلة عضلية قوية يرتدي فقط سروالاً مصنوعًا من جلد أحد الحيوانات حاملاً في يديه سيفًا ملطخًا بالدماء. ظلت ألام تنظر نحوه وهي على وشك الموت من الرعب بينما ظلت أختها تصرخ بهستيرية. نظر الرجل نحو أختها بوجه خالٍ من مشاعر. وفي ثوانٍ معدودة اختفى صوت صراخها فجأة. نظرت الام نحوها لتجد رأسها ساقط على الأرض ودماؤها بدأت تتدفق بشكل هائل نحوها. ظلت الام تنظر نحو رأس أختها المقطوع غير مستوعبة لما حصل، و مشاعر الحزن والرعب والصدمة و العجز يتملكها. ظلت متجمدة في مكانها بدون فعل أي شيء بينما غمرت الدماء كل أنحاء جسمها. نظر الرجل نحو الام وقام بإمساكها من شعرها وجرها خارج المنزل.

مباشرةً عندما خرجت من المنزل وجدت المكان مملوءًا بجثث شعبها. دماءٌ في كل مكان. رؤوس مقطوعة. جثث مشوهة. كانت القرية مدمرة بالكامل. بينما ظلت الام تنظر إلى الجثث عاجزة عن فعل أي شيء، غير قادرة على الصراخ أو طلب النجدة أو فعل أي شيء. توقف الرجل فجأةً وقام برميها بقوة على الأرض مما تسبب في دخول بعض التراب في عينها.

مسحت عينيها وفتحتها لترى مجموعة من شعبها مقيدين بسلاسل وينظرون نحوها بنظرات حزن ويأس. جاء شخص وراء الام و قام بتقييدها بالسلاسل و بدأ بسحبها متوجها نحو مكان ما.و نفس الشيئ مع الاخرين من شعبها.مرت ساعات و ساعات و هم يمشون بالطريق.لدرجة انها لم تعد تحس

بقدميها من الالم.سقطت احد نساء من شعبها من شدة التعب و اخبرتهم بانها لا تستطيع المشي .اتا نفس الرجل الذي قام بقتل اختها و في يده سوط اسود الون.رفع الرجل السوط عاليا و قام بضربها بقوة به ليسمع بعدها صوت صرخات المراة المدوي بكل مكان.سقطط على الارض و بدأت تتدحرج

يمينا و شمالا من شدة الالم و هي تبكي بحرقة.نظرت الام نحو صاحب السوط لتجد ابتسامة ساخرة على وجهه و كانه يستمتع بذالك.صرخ الشخص الذي كان يمسك سلسلة المراة بقوة"استنهضين من الارض او تريدين المزيد؟"وضعت المراة يديها على الارض و بدأت بنهوض بصعوبة و قدميها ترتجف من شدة التعب

و عينينها اصبحت حمراء من شدة البكاء و الالم و بعدها استمرو بالتقدم."

(يكمل...)

gg

More Chapters